أرشيف التصنيف: غير مصنف

صدفة

أغراب تلاقينا صدفة

فتلاقت أرواحنا في عناق طويل ومضينا

تساءلت ياترى مااسمه ومن يكون

فأجابتني السماء هو هدية الكون

لروحك التي اضنتها الشجون

فلا تسألي من يكون

واهدأي ياروحي وانعمي معه بالسكون

الفصول الأربعة

خلق الله الفصول الأربعة حتى نعرف قيمة كل منها ونشعر بجماله وفائدته رغم اختلافهم
فمن لم يعش الشتاء لايعرف قيمة الربيع
وهكذا كل المتناقضات في هذا الكون
فلولا وجود الشر ماعرفنا الخير
فالشر في الخير والخير في الشر
فلا وجود لشيء مطلق وثابت في هذه الحياة
فالحياة تتدرج بنا في كل وقائعها ومبدأ الوسط المرفوع هو من وحي أذهاننا فقط ..

لاترحل

لاترحل
فأنا لم أطلعك بعد على كل مافي صندوق حكاياتي
ولم إهديك بعد تاج الزمرد والياقوت
من حرف عشقي وأشواقي
ولم ألبسك بعد خاتم اقتنيته لك
من أنيني ولهفتي واهاتي
لاترحل فأنت هيامي
أنت رفيق وحدتي ونبع أفراحي
لاترحل أرجوك

لاتسل عني

لاتسل عني في غيابك فدموعي حفرت في وجنتي اخاديدا ووديان
اذا رأيت نحول جسمي فلا تلمني فأنا في الحب أغرقت حالي
إذا اقتربت مني ولم أمد يديّ لأعانقك لا تزعل فحزني عليك شلّ أطرافي
ياحبيباً علمني كيف يكون الحب أرجوك علمني كيف يكون النسيان …

علمني بعدك سيدي

لاأعلم لما خطر لي هذا الخاطر وهذه المقارنة التي سأشرحها فيزيائياً كما جائتني طارقة باب فكري
عادة كلما زاد البعد قل الحب والشوق والحنين
فهي علاقة عكسية بحسب قانون نيوتن لكل فعل ردة فعل مساوية في المقدار ومعاكسة بالاتجاه
ولكن معي أنا أعتبرها علاقة طردية
فكلما زاد بعدك زاد حبي وتعلقي بك وابتسامي مابين حينة وأخرى لملاقاة طيفك في بحر خيالي
ولرنة صوتك وجمال أحاديثك العابرة على قضبان يومي كالقطار ربما يعبر سريعاً لكن صوت صافرته يبقى ليصدح في المدى مرتداً صداه ليغمر المكان …
ولكن هنا سأشذ قليلاً عن قوانين نيوتن فهذا ليس معناه أن قربك ينقص حبي ولكني قرنت البعد بزيادة الحب الطردية
لأني هنا أخالف ماساد عند البشر وألفوه
علمني بُعدك سيدي
ماهو الحب
علمني بعدك سيدي
تلاقي الأرواح
علمني بعدك سيدي
كيف أتقن الصبر
وعلمني حبك سيدي كيف أحب .

ياصاحب البسمة

بسمتك تغرس بذور الأمل في قلبي
وبلحظ عينيك تنبتها
وترتجف شفتي لمرأى شفتيك شوقاً
لحمم من ثغرك تطلقها
كطفلة تطوقني ذراعيك تسقيها حناناً
وتهدهدها
علمتني عينيك الندم على عمر فات
فيا وجع قلبي على عمر لم تكن فيه قبطان قلبي وروحي وتوأمها…

تدابير القدر

لم تنم تلك المرأة الطفلة في تلك الليلة من فرح مشوب بقلق وخوف وتوتر ..
فرحة كتلميذة في بداية العام الدراسي شوقاً إلى المدرسة وهي تنتقي بأي حقيبة ستذهب وماذا ستضع بها
فهي كل ما تذكرت شيئاً قفزت من فراشها لتضعه حتى لاتنسى
لم تنسى أن تضع دفتر ملاحظات صغير وقلم .. وشاحن الجهاز الخليوي (طبعاً ليست التلميذة بل تلك المرأة الطفلة )
معقم اليدين .. محفظة صغيرة تحتوي على مقص للاظافر .. ووووووو…
طبعاً بالعادة يتبادر إلى ذهن الرجال أن أول مايمكن أن يكون موجود بحقيبة يد امرأة هو أدوات الزينة .. طبعاً لاأنكر
أنها ممكن أن تكون من ضمن المحتويات وليست كلها .. بالنسبة لها حقيبتها هي أمانها خارج مملكتها فبها تجد كل ماقد تحتاجه.. وتشعر بتوتر إذا إكتشفت بنقص في محتوياتها حتى ولو لم تكن بحاجته …
طبعاً لم تنسى أن تضع كتاباً فربما تصفحته إذا سمح لها الوقت …
طبعاً إطمئنت أن كل ماقد تحتاجه موجود بالإضافة إلى تجهيزها ماذا سترتدي … ثم أعطت أمرها لعقلها الباطن ليجبر عينيها على الإستسلام لرغبتها …. فيجب أن تنام فغداً هي على موعد مع الحياة …
لم تتوقع أو تنتظر يوماً تلك المرأة الطفلة أن تخوض تجربة العمل …
ولكن القدر رتب لها وشاء ..
ذاهبة كانت إلى ذلك المختبر الطبي لإجراء فحوصات طبية لإبنتها تفاجأت بأسعار التحاليل استشاطت غضباً
وطلبت من الموظفة لقاء المدير … أخبرتها الموظفة بأنه سيتأخر قليلاً ..
حسناً سأنتظر .. جاوبت الموظفة .
انتظرت قليلاً في غرفة الإنتظار حتى أتى المدير متسائلاً مالمشكلة ،، شرحت له عن أسعار التحاليل المرتفعة ،
وكم كان ذلك المدير مهذباً وراقياً بأخلاقه وصاحب تعامل إنساني إضافة إلى ذلك الهدوء المصاحب له وتلك البسمة المرافقة لكلماته …
طبعاً بلطفه ودماثة أخلاقه سوّى الموقف ..
لكن الغريب بالموضوع أنه سأل تلك المرأة الطفلة هل من الممكن أن تعمل لديه بالمختبر …فاجأها هذا السؤال ، وجداً ..
ضحكت وتذكرت بأن لامؤهل جامعي لديها فحزنت بقلبها(فكم يشعرها ذلك بالنقص لأنه حلمها الذي وقفت فلسطينيتها أمامه ).. ولكنه طمأنها قائلاً بأنها سيعدها للوظيفة ويضعها تحت التدريب …
انصرفت من عنده على وعد بأن تجاوبه لاحقاً ..
عادت إلى مملكتها وهي فرحة كطفلة .. مذهولة ومتفاجئة ومتسائلة مالذي دعاه إلى أن يعرض عليها العمل ..
ماهو الشيء المميز الذي رآه بها ولم تره هي في نفسها .
وافقت على طلبه وحدد لها موعد لتبدأ به الدوام …
بعد بدأ دوامها بيومين عرفت لم هو عرض عليها العمل عنده …
فتراتيب القدر شاءت بأن يظنها المدير أنها قادمة إليه من طرف صديقة له لإجراء تحاليل ومساعدتها بالحصول على عمل .
تبسمت تلك المرأة الطفلة وسرحت بفكرها وخيالها …
هي باتت تعرف بأن الكل في هذه الحياة يقابل الكثير ويمر بتجارب كثيرة …
الفاشل منها يقويه فهو يجعله يعرف مواطن الضعف والقوة في ذاته وتجبره أحياناً على المواجهة خصوصاً إذا شعر بالظلم .. وبعد مرور الزمن حين يتذكر مامر به يشعر بالفخر لأنه قدر على التحمل والمواجهة ..
أما التجارب الناجحة فهي تزيد من الثقة بالنفس والسعادة وماأحوجها إليها تلك المرأة ..
هي الآن تخوض تجربة جديدة لم تتخيل يوم أن تخوضها
ولكن هي مشدوة من جهتين
خوف من الفشل يشدها من جهة
وتحدي ونظرة أمل للمستقبل من جهة
هي تعلم أن الحياة فرص وتتمنى أن يقبل الحظ صداقتها
هي تعلم ايضا أن الله يحبها وسخر لها تراتيب القدر للقاء ذلك الإنسان المدير ..
ولكن السؤال …
هل ستثبت ؟؟؟
وهل ستقدر على نحر ذلك الخوف الذي ينهشها ويستقوي عليها ؟؟؟؟

منطق ابن خلدون

منطق ابن خلدون للوردي
كتاب رائع جداً
يبهرني هذا الوردي في كل مرة أقرأ له بأسلوبه الممتع في الطرح الذي يوصل المعلومة إلى ذهن القاريء بكل سلاسة وبساطة ..
ففي هذا الكتاب حاول ان يشرح مقدمة ابن خلدون وما جاء بها
ويطرح اراء ومفاهيم أهم المدارس الفكرية التي تأثر بها ابن خلدون وهذا الكتاب يغني القاريء عن مطالعة عدد كبير من الكتب وهو أقرب أن يكون الحامع الشامل .
اولاً شرح منطقه الأرسطي والفرق بينه وبين منطق ابن خلدون
فالأول يعتمد على الصورية والتجريد
وابن خلدون يعتمد على القياس والبيئة والمجتمع
وبعد ذلك شرح رأي المفكرين المعاصرين بما كتبه ابن خلدون
وماهي العوامل التي أثرت به حين كتب مقدمته
والصراع القائم بداخله من ناحية سياسية من جهة بحكم ترقيه من حاجب إلى وزير قبل اعتزاله
ومن جهة دينية من ناحية أخرى بحكم تربيته في بيت جده وأبيه الفقيه
عند اعتزال ابن خلدون في البادية قرر أن يكتب تاريخ المغرب فهو أراد أن يكون لها تاريخ خاص بها منفصل
ولكنه بمجرد أن بدأ العمل وجد نفسه أنه لايستطيع أن يكتب تاريخ للمغرب من غير أن يرجع إلى كتب التاريخ المشهورة كتاريخ الطبري والمسعودي وغيرهما …
ليدرس مدى إرتباط تاريخ المغرب بتاريخ الأمم الأخرى بوجه عام ، والدور الذي لعبه المغرب في التاريخ الإسلامي بوجه خاص
وحين أخذ يتغلغل في مطالعة تلك الكتب
وجد فيها أخباراً لاتطمئن إليها نفسه ولا يميل إليها عقله ، ولعل هذا هو الذي حفزه إلى أن يكتب مقدمة لتاريخه يبين السبب الذي جعله يرفض تلك الأخبار .. وهنا تنبهت قريحته ،،
والجدير بالذكر أنه لم يكن ينوي أن يجعل مقدمته بهذا الحجم فهي تحتوي على حوالي الألف والخمسمائة صفحة ..
فقد كتبها تحت تأثير مفاجيء من فيض الخاطر
ويعزو ذلك إلى الإلهام ويبدي هو تعجبه من الطريقة التي انبثقت بها إلى ذهنه أفكار المقدمة ..فأقام بالبادية أربعة أعوام متخلياً عن كل الشواغل ليكمل مقدمته ..
وقد شرح الوردي
كيف أن ابن خلدون حين خرج من عزلته تغير تغيراً لايستهان به
فبعد ماكان يجري وراء السياسة ابتعد عنها ورجع إلى تونس وانكب على البحث والتدريس …
بعد ذلك طرح الوردي كيف أن بعض النقاد حاول أن ينتقصوا من نظرية ابن خلدون بحجة أنه جمع نظريته من أفكار سابقة
وجاء رد الوردي ذلك الرائع رائعاً حين قال (الواقع أنه ليس هناك في هذه الدنيا مفكر يبتدع نظرية جديدة بغير الإستعانة بمن سبقوه من المفكرين ،، فهو يستمد عناصر نظريته من غيره في الغالب ولكنه يربط بين تلك العناصر أو يركبها على صورة جديدة لم تكن معروفة من قبل )
ويخبر الوردي أن الإضافة التي يأتي بها المبدع في هذا الشأن قد تكون قليلة جداً بالمقارنة إلى الأفكار التي كانت موجودة أصلاً ولكن على الرغم من ذلك قد يخطو بالفكر البشري خطوة كبيرة تخلد اسم ذلك المبدع ..
وعرض بعد ذلك أمثلة لمبدعين أمثال نيوتن وأرخميدس ..
واستعرض الوردي بعد ذلك الأفكار التي كانت معروفة قبل ابن خلدون والمفكرون واراءهم وكانو شتى منهم الفقيه والمتصوف والفيلسوف والعالم والاديب وكيف عالجها ابن خلدون وقولبها من جديد ..ومنهم الفارابي
الذي هو اقرب إلى أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة وبين منطق ابن خلدون
فالأول يبحث في “ماهو واجب “بينما الثاني يبحث في “ماهو واقع”
وذلك بحسب قول الوردي فرق عظيم بلا ريب .وقارن أيضا أفكار ابن خلدون بالكثير من أفكار الذين سبقوه
أمثال الغزالي وابن سينا وأبو حيان التوحيدي وابن الهيثم وغيرهم…
وجاء الوردي بهذه المقارنة ليبين أن أكثر أفكار ابن خلدون استمدها ممن قبله
وليس هذا قدحاً به أو انتقاص من عظمة فكره.. فهو إنما اقتبس تلك الأفكار ليؤلف نظريته الجديدة على منوال مايفعل المخترع حين يركب اختراعه الجديد من مخترعات سابقة .
بعد ذلك ركز الوردي على الفلسفة وكيف أثرت في تفكير ابن خلدون وموقف الفلاسفة من العامة وهذه الناحية بالذات تتصل اتصالاً وثيقاً بتفكير ابن خلدون .. بحكم كونه مؤسس علم الإجتماع فالعامة هم من يؤلفون كيان المجتمع وهم الذين ينتجون معظم الظواهر الإجتماعية التي عني ابن خلدون بدراستها.
واستعرض الوردي الملامح الرئيسية لموقف الفلاسفة من العامة منذ ظهرت الفلسفة في العالم الإسلامي على يد المعتزلة ومن ثم الشيعة الإسماعيلية وبعد ذلك الغزالي والمتصوفة وأخيراً ابن رشد …
وقارن بين تفكيرهم بالعامة وتفكير ابن خلدون..
وركز بعدها على علاقة ابن خلدون بالفلسفة وكيف نقد المنطق الذي سار عليه الفلاسفة نقداً شديداً وكان من رأيه ان المنطق القديم لايفيد إلا في نطاق ضيق جداً هو النطاق الذي يخص ترتيب الأدلة ..
أما في ماعدا ذلك فهو يؤدي إلى نتائج مغلوطة ومن هنا كان المناطقة غير قادرين على الوصول إلى نتائج صحيحة في الأمور الإلهية والسياسية وغيرها .ويعد ابن خلدون بذلك مختلفاً عن الفلاسفة الذين كانو يعدون المنطق سبيل التفكير الصحيح في كل الأمور الدينية منها والدنيوية .
بعد ذلك سأل الوردي هل ابن خلدون فيلسوف ؟؟
وعرّف الفلسفة وفق معناها الحديث بأنها كل محاولة عقلية يأتي بها مفكر لتفسير الكون ومكان الإنسان فيه ..
وعلى ضوء تعريفها عدّ ابن خلدون فيلسوف من الطراز الأول لأنه استند في بناء نظرته حول الكون والمجتمع على مختلف ماتوصل إليه الفكر البشري من علم وفلسفة خلال العصور التي سبقت عصره .
بعدما تحدث الوردي عن نظرية ابن خلدون من نواحيها المختلفة تحدث في النهاية عن سلوك ابن خلدون الشخصي ومدى الصلة بينه وبين نظريته الإجتماعية .أشار الوردي في هذا الفصل من كتابه عن حب ابن خلدون للمنصب والجاه وكان يملك لباقة دبلوماسية ممتازة وكان حسن الصورة بارع الحديث ويعرف كيف يتصرف مع الملوك ويتحبب إلى قلوبهم ولعل هذا هو الذي جعل الملوك يحاولون اجتذابه إليهم على الرغم من اشتهاره بقلة الوفاء..
فهو ماإن يشعر أن نجم أحد الملوك أو الأمراء بدأ بالأفول حتى يتحول عنه إلى خصمه ..
ولذلك سائت سمعة ابن خلدون في المغرب
مما جعله يرحل إلى مصر
وتولى فيها القضاء .. وهناك ظهر له الكثير من الخصوم الذين اتهموه ببعض المثالب الخلقية ،، فقالو فيه أنه يكثر من سماع المطربات ويعاشر الأحداث ويزدري الناس وهو لايكاد يعزل من منصبه حتى يصبح انساناً اخر فيأخذ بالتودد والتواضع لهم .هذه تهم ربما تكون مكذوبة اختلقها اعداءه وخصومه ولكن من بين الذين ذكروا هذه التهم ووثقوها هو ابن حجر العسقلاني وهذا الرجل يعد من ثقات المحدثين .
بعد ذلك أورد الوردي نموذجاً من الطريقة التي كان يتملق بها ابن خلدون للأمراء وهذا النموذج لم يروه خصوم ابن خلدون إنما رواه ابن خلدون نفسه في كتابه “التعريف” حين ذكر تفاصيل مقابلته لتيمورلنك خارج أسوار دمشق وكيف أن ابن خلدون تسلق السور وذهب لملاقاة تيمور خشية على نفسه من الموت والتنكيل إذا وقعت دمشق في يد تيمور
وكيف خاطبه ابن خلدون قائلاً له بأنه له قرابة الثلاثين عاماً يتمنى لقاءه لأنن ملك العالم وسلطان الدنيا ولم يظهر في الخليقة من عهد آدم لعهدهم ملك مثله وأنه كان يسمع في المغرب على لسان المنجمين وشيوخ المتصوفة عن قرب ظهور ثائر عظيم يستولي على أكثر المعمور وأن صفات هذا الثائر تنطبق على تيمورلنك .
إن هذا الذي ذكره الوردي يعطينا صورة واضحة بحسب قول الوردي عن خلق ابن خلدون وبراعته في النفاق والتملق والغريب أنه فعل كل ذلك عن عمر يزيد عن السبعين
وهنا يسأل الوردي إذا كان هذا حال ابن خلدون بعد أن بدل من سلوكه بعد اعتزاله وكتابه المقدمة وأصبح في السبعين من عمره فكيف كان حاله إذن عندما كان شاباً طموحاً محباً للسياسة ومندفعاً لها اندفاعاً شديداً؟؟
وقد وصف الوردي ابن خلدون بقصر النظر
لأنه كان يتزلف للأمراء تزلفاً صارخاً ثم ينقلب عليهم لايدري أن سره سينكشف آجلاً أم عاجلاً وأن الناس لن يأمنو له ولن يصدقوه ..
وهناك نقطة تلفت النظر بحسب قول الوردي
فالمعروف عن هؤلاء أن سلوكهم الشخصي
لايظهر في كتاباته واضحاً على العكس من ابن خلدون إذ أن أثر سلوكه الشخصي يظهر واضحاً في كتاباته فنجده في كتابه “التعريف” يذكر الأفعال الإنتهازية التي قام بها ويعدها أمراً طبيعياً لاداعي لكتمانه وأفرد فصلاً في مقدمته في أن السعادة والكسب إنما يحصل لأهل الخضوع والتملق وأن هذا الخلق من أسباب السعادة .. وهو أيضاً يذم المثاليين والمتزمتين ذلك لأنهم في رأيه لايسايرون التيار ولايسلكون حسبما تقتضيه طبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه .
ويقول الوردي بأنه يخيل إليه أن من الأسباب التي دفعت ابن خلدون إلى ابداع نظريته الإجتماعية هو أنه أراد بها الدفاع عن نفسه وكأنه رأى الناس يذمون نفاقه فأراد أن ينشيء علماً جديداً ليقول فيه بأن هذا الخلق هو الذي يجب أن يتخلق به الناس إذ هو الملائم لطبيعة الحياة الإجتماعية .
أورد الوردي بعد ذلك رأي ابن خلدون في الثورة ..فهو صنف الثورات إلى ناجحة وفاشلة ويمجد الناجحة ويشجب الفاشلة منها شجباً مقذعاً بغض النظر عما يمكن أن تحتويه من مباديء عليا ومثل صالحة .
وتطرق ابن خلدون إلى أهمية العصبية في نجاح الثورة وهداه تفكيره إلى أهمية العصبية بعد فشله في تأسيس إمارة له في المغرب يعيد به ماكان لأبائه من مجد
.وهو يمجد الثورة الناجحة بغض النظر عما ينتج عنها من فوضى وسفك للدماء فهي في نظره ثورة قامت على أساس العصبية .. وعلل ابن خلدون خروج معاوية على علي ودافع عنه بأن هذا الأمر ساقته إليه العصبية واستشعرته بنو أمية واعصوصبوا عليه واستماتوا دونه .
وشجب ابن خلدون الثورة الفاشلة فالثائر في رأي ابن خلدون يجب أن يحسب حساب حركته قبل القيام بها ويحصي اتباعه وقوة عصبيتهم فإذا وجدها أضعف مماتؤدي به إلى النجاح الجدير به أن يجلس في بيته ويسكت .
ونسي ابن خلدون كيف بدأ النبي بدعوته وهو ذو عصبة ضعيفة جداً تجاه خصومه ..
ومع ذلك نجح صلى الله عليه وسلم في دعوته .. فالمسألة بحسب رأي الوردي ليست عصبية فقط إنما هناك عوامل أخرى تلعب دورها في نجاح الدعوة أو فشلها .
بعد ذلك يطرح الوردي تساؤل واعتراض وجده لدى الكثيرين ..
وهو : إذا كانت نظرية ابن خلدون تحتوي على هذه العيوب الكبيرة فكيف جاز أن نعدها طفرة في تاريخ الفكر الإجتماعي ؟
هنا يجيب الوردي بأن خطأ هؤلاء أنهم يفترضون في الشيء العظيم أن يكون عظيماً من كل ناحية ..فالمفروض في الإنتاج أن يجمع الجوانب الحسنة والسيئة في الوقت ذاته والناقد الذي يركز بحثه على الجوانب السيئة وحدها أو الحسنة وحدها إنما هو ناقد من طراز قديم .فابن خلدون بحسب رأي الوردي كان ذا تفكير عظيم بمقدار ماكان ذا سلوك منحط .ولعله لم يكن قادراً على إبداع نظريته الرائعة لو كان ذا سلوك اعتيادي .
كانت نظرية ابن خلدون طفرة بالنسبة إلى التفكير السائد قبله فقد كان المفكرون قبله مشغولين بأفكارهم المثالية التي تأبى النزول إلى واقع الحياة لتدرسه .
وجاء ابن خلدون ثائراً على هذا النمط من التفكير وتطرف في نزعته الواقعية مقابل تطرف القدامى في نزعتهم المثالية .. ونحن اليوم في حاجة إلى أن نتخذ الوسط بين هاتين النزعتين .٠
إنتقل الوردي بعد ذلك إلى مؤسس علم الإجتماع الحديث وهو بحسب ميل أكثر الباحثين إلى القول بأن أوجست كونت هو المؤسس الأول ..ويتسائل الوردي هل كان كونت مطلعاً على مقدمة ابن خلدون ؟؟
يحاول بعض الباحثين العرب انتزاع لقب “مؤسس علم الإجتماع ” من كونت ومنحه لابن خلدون باعتبار ان ابن خلدون سبق كونت بحوالي خمس قرون .. ويقول الوردي أن ابن خلدون له فضله الذي لايجحد في وضع الأسس لعلم الإجتماع ولكنه وضع الأساس قبل أوانه فلم يقم عليه البناء المطلوب .وشرح بعدها الوردي كيف أن مقدمة ابن خلدون نسيت على الرف بحسب قوله وقليلون الذين اطلعوا عليها
ولم تأخذ شهرتها إلا بعد أن وصلت إلى أوروبا فجاءتنا موضتها بحسب قوله .
وفي آخر الكتاب شرح الوردي أثر البداوة والحضارة في المجتمع الشرقي وفي أننا بحاجة علم إجتماع خاص بنا يستمد إطاره من تراثنا الإجتماعي ويستند على دراسة واقعنا ويجب أن لانكون مقلدين حيث نأخذ بكل ماجاء من نظريات ومفاهيم ثم نحاول تطبيقها على مجتمعنا بغض النظر عن الفروق بينه وبين المجتمع الذي نشأ فيه علم الإجتماع الحديث .
وأن علم الإجتماع الخلدوني على الرغم من عيوبه الكثيرة أقرب إلى فهم مجتمعنا من أي علم إجتماع أخر .ويختم الوردي كتابه بأنه آن الأوان لكي نرجع إلى الأساس الذي وضعه ابن خلدون لعلم الإجتماع والذي أهمل طويلاً وأنه يجب ازالة تراب الزمن عنه وتلقيحه بما ظهر مؤخرا من نظريات ومفاهيم اجتماعية جديدة وبهذا نتمكن من بناء علم اجتماع خاص بنا يتلاءم مع مجتمعنا .
وختاماً أرجو أن يكون وفقني الله إلى الإلمام بالجوانب المهمة في هذا الكتاب الرائع
ولكم محبتي .

 

 

الحب والنسبية

الأسبوع الماضي إنطلقت إلى القرية التي يسكنها أهلي وتبعد عن المدينة التي أقطنها مدة ساعة بالسيارة
كنت ذاهبة للقاء أمي الغالية بعد عودتها من السفر
نظرت إلى الساعة لأستطلع كم بقي لنصل ؟؟؟
عشرون دقيقة فقط … هي مدة ربما تكون بسيطة ولاتذكر ولكنني شعرتها كدهر
هنا خطر ببالي خاطر ..
لو أنني الآن استقل الطائرة ذاهبة إلى أميركا مثلاً وأعلن كابتن الطائرة بأنه باقي من الزمن ساعة
ربما فرحت لأنه مقارنة بالمدة التي قطعناها الساعة لاشيء ..
هنا عرفت ماهي النسبية ..
نعم عرفتها قبلاً في كتب الدراسة ولكن لم أطبقها يوماً في حياتي ولم أقس أو أقارن (مهو على كبر بعيد عنكم صرت فيلسوفة ) …
النسبية …. فكل شيء يخضع في حياتنا للنسبية سواء .. سعادة ، فرح ، حزن ، غضب ، صحة ، عطاء،……الخ ..
ولكن هل يستثنى الحب من النسبية ..
إذا نظرنا إلى الحب نظرة فلسفية ومن البرج العاجي للفلاسفة قيمناه على أساس أنه مطلق
الحب لأجل الحب بكل مايتضمنه من عطاء وتضحية
حب لامشروط …
أما النظرة الثانية للحب وهي نظرة الطبيعة البشرية الغلابة
فالحب مثل النار حتى تتوهج وتشتعل يجب أن نلقمها الحطب وبسخاء وهنا يكون الحب نسبي …
نحن بشر وعقولنا في قلوبنا… تحكمنا أهوائنا ومصالحنا ومشاعرنا … رغباتنا ومتطلباتنا
قلوبنا متقلبة لا قيد لها ولا شرط
والحب حين يكون لامشروط ومطلق فهو حينها وصل أعلى درجات السمو الروحي وقلة من البشر من يحمله …
وهنا يأتي السؤال
إذا وضعنا الحب من ضمن الأشياء التي يشملها آينشتاين بنظريته النسبية هل من الممكن أن نقول أنه
أخفق أم أفلح بها؟؟

أم نقول أن الحب

بكل بساطة لا يخضع لاي قانون في الطبيعة ويمكن القول انه حالة خارج نطاق المحسوس في عالمنا الحقيقي؟؟؟؟؟!!!!

قل لي ياسيدي

قل لي ياسيدي
هل اشتقت لمن في بعدك كالشمعة تذوب وتنطفي
هل اشتقت لملمس جسد كغصن البان بين يديك ينثني
هل اشتقت لنظرة عين من شدة الوله بسهام ترمي
هل اشتقت لبسمة ثغر في الوجنتين تحفر غمازة للقلب تخطفِ
هل اشتقت لسماع صوتٍ يشدو كبلبل مغردِ
جميلة أنا أعلم ..
ولكن عشقك جعلني إلى مرتبة الحور أرتقي..
فقل لي ياسيدي
أ إلى حوريتك إشتقت ومن قبلة شفاهها تريد أن ترتوي ؟؟